هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مَڔحٻاً ٻڪَ مَڔهْـ أُخْـڔَى يَـآ زائر ..


    الحكمة من ابتلاء الله أحبابه

    محمد صابر حسن
    محمد صابر حسن
    ®عضو مشارك®
    ®عضو مشارك®


    •° بَيَانَاتْ العُضُو°• : فلسطين
    الجنس : ذكر
    عدد المساهمات : 37
    تاريخ التسجيل : 11/12/2013
    العمر : 30

    الحكمة من ابتلاء الله أحبابه Empty الحكمة من ابتلاء الله أحبابه

    مُساهمة من طرف محمد صابر حسن الجمعة 11 أبريل - 23:13

    [frame="9 10"][size="5"]
    ربما يتبادر إلى الذهن سؤال وهو : لماذا يبتلى الله أحبابه؟
    فقد ابتلى آدم بإبليس ، وإبراهيم بالنمروذ ، وموسى بفرعون ، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأبي جهل، وقد قال عز وجل {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ الْمُجْرِمِينَ} الفرقان31
    والسرُّ في ذلك أن البلاء يخلِّص القلب كليَّة لله ، لأن المرء عند الشدائد والأزمات يتوجه بالكليَّة إلى الله تعالى ، مستغفراً ، ومتضرعاً بالدعاء ، ليمنحه الرضا بقضائه ، ويلهمه الشكر على نعمائه ، ومن هنا نرى أن الله تعالى يبتلي بعض أوليائه في بدايتهم ، ثم يكون النصر لهم في نهايتهم ، ليرفع الابتلاء أقدارهم ، ويكمل بالنعماء أنوارهم ، فالإنسان لا يتطهَّر إلا بتقلبه بين الخير والشر ، والعسر واليسر
    وانظر معي إلى سليمان الذي أعطى فشكر ، وإلى أيوب الذي ابتلى فصبر ، وإلى يوسف الذي قدر فغفر ، فإن الله إذا أحب عبداً ابتلاه ، فإذا صبر قربه واجتباه ، وإذا رضى اصطفاه وأعطاه فوق ما يتمناه ، هذا إلى أن البلاء يحقِّق العبد بأوصاف العبودية من الذل والإنكسار ، والشعور بالحاجة والاضطرار ، وهذا ما يؤهله للقرب من حضرة العزيز الغفار ، وهذا ما يوضحه الإمام الشعراني رضي الله عنه في كتابــه {المنن الكبرى} عند توضيحه لقول الله تبارك اسمه وتعالى.شأنه {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} العلق19
    وقوله صلى الله عليه وسلم {أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ}[1]
    حيث يقول { فإنَّ في هذه الآية والحديث تصريحاً بعدم تحيُّز الحق تبارك وتعالى في جهة دون أخرى ، أي فكما تطلبونه في العلوِّ ، فاطلبوه كذلك في السفل ، وخالفوا وهمكم ، وإنما جعل الشارع صلى الله عليه وسلم حال العبد في السجود ، أقرب من ربه دون القيام ، مثلا لأن من خصائص الحضرة أن لا يدخلها أحد إلا بوصف الذل والانكسار
    فإذا عفَّر العبد محاسنه في التراب ؛ كان أقرب في مشهده من ربه من حالة القيام ، فالقرب والبعد راجع إلى شهود العبد ربه لا إلى الحق تبارك وتعالى في نفسه ، فإن أقربيته واحدة ، قال تبارك وتعالى في حق المحتضر {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ} الواقعة85 و {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ} أي الإنسان {مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} ق16 انتهى
    فالدعاء نور الروح وهداها ، وإشراق النفس وسناها ، وهو علاج القلق الذي ينتاب الإنسان في أوقات الأزمات ، ودواء الاضطراب والقنوط ، وهو الإكسير الذي يتجرَّعه المؤمن ، فيزول اضطرابه ، ويسكن قلقه ، وتنزل السكينة والطمأنينة على قلبه ، ويفرح فيه بلطف ربه
    هذا إلى جانب أنه يُزيل ما ران على القلب ، ويذيب الغشاوات التي تعلو صفحة الفؤاد ، ويجتث من الوجدان شرايين الغلظة والجفوة والقسوة ، ففيه طهارة القلوب ، وتزكية النفوس ، وتثقيف العقول ، وتيسير الأرزاق ، والشفاء من كل داء ، ودوام المسرات ، والسلامة من العاهات ، وهو سلاح المؤمن الذي ينفع مما نزل ومما لم ينزل ، فكن على يقين من أن إجابة الدعاء معلقة بمشيئة الله تعالى ، والحق يقول {فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاء} الأنعام41
    وقد ورد أن البلاء ينزل فيتلقاه الدعاء ، فيعتلجان ، حتى يغلب الدعاء البلاء ، وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلمحيث يقول {لاَ يَرُدُّ الْقَضَاءَ إِلاَّ الدُّعَاءُ، وَلاَ يَزِيدُ فِي الْعُمُرِ إِلاَّ الْبِرُّ }[2]
    وقد وضح هذه الحقيقة الإمام الغزالي رضي الله عنه حيث يقول {فإن قلت : فما فائدة الدُّعاء ، والقضاء لا مردَّ له ؟ قلت : إن من القضاء ردَّ البلاء بالدُّعاء ، والدُّعاء سببٌ لردِّ البلاء ، واستجلاب الرحمة ، كما أن الترس سبب لردِّ الســـهم ، فيتدافعان ، كذلك الدعاء والبلاء يتعالجان}
    فإذا ابتليت بمحنة يا أخي المؤمن فقل {ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} وإذا رأيت بليَّـة فقــل {سنَّة الله في خلقه} وإذا نزل بك مكروه {فاذكر أن الله ابتلى بالمكاره الأنبياء ، والمرسلين ، والأولياء ، والصالحين} فمن كانت له فطنة وبصيرة ؛ علم أن أيام الابتلاء قصيرة
    وإياك والقلق والاضطراب ، والاستسلام للنحيب والبكاء ، واليأس من تحقيق الرجاء ، وكن كالشجرة العظيمة العالية ، لا تؤثر فيها الرياح العاتية ، فإذا صادفتك مشكلة فافحص أوجه حلِّها ، حتى لا تقع في مثلها ، وخذ في الأسباب ، وانتظر الفرج ، ولا تفقد الأمل ، ولا تضيِّع وقتك في القلق والاضطراب ، وفي لعن الحياة ، ودع التدبير لمدبِّر الأكوان ، مع الأخذ في الأسباب
    واعلم أن الله وحده يصرِّف الأمور ، ويفرِّج الكروب ؛ فاعرض مشاكلك كلها عليه ، وإن لم يكن ما تريد ، فليكن منك الرضا بما يريد ، والله غالبٌ على أمره ، فقد أوحى الله إلى شعيب عليه السلام {يا شُعيب ، هبْ لِي مِنْ وَقْتِكَ الْخُضُوعَ ، وَمِنْ قَلْبِكَ الْخُشُوعَ ، وَمِنْ عَيْنَيْكَ الدُّمُوعَ ، ثُمَّ ادْعُنِي، فَإِنِّي قَرِيبٌ}
    فاتَّجه يا أخي إلى الله ، وعوِّد لسانك مناجــاة الله ، وتوقع الخير دائمـــــاً من الله ، وكرِّر دائــــــماً قول الحق سبحانه {سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً} الطلاق7

    [/size]
    [size="3"]{1} عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وتمامه {.. فَأَكْثِرُوا الدُّعَاء} رواه مسلم وأحمد وسنن أبي داوود
    {2} عن سلمان رضيَ اللَّهُ عنهُ جامع الأحاديث والمراسيل ومشكاة المصابيح والفتح الكبير
    [/size]

    http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%E3%DD%C7%CA%CD%20%C7%E1%DD%D1%CC&id=15&cat=2
    [URL="http://www.fawzyabuzeid.com/downbook.php?ft=pdf&fn=Book_mafateh_alfarag.pdf&id=15"][SIZE="5"]منقول من كتاب {مفاتح الفرج}
    اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً [/SIZE][/URL]
    الحكمة من ابتلاء الله أحبابه Keys
    [/frame]

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 25 نوفمبر - 17:25